وقفة إحتجاجية أمام السفارة الأمريكية: القدس لفلسطين، لفلسطينيين

قام تجمع المقاطعة (بي دي أس تركيا) بوقفة إحتجاجية أمام السفارة الأمريكية في اسطنبول تحت شعار “القدس لفلسطين، لفلسطينيين” وأعلن فيها عن سلسلة اعتصامات سيقوم بها التجمع في كل من أنقرة واسطنبول حتى يوم الأرض من لهذا العام.

وقد هتف المحتجون والداعمون لحركة المقاطعة العديد من الهتافات المساندة للقضية الفلسطينية في وجه الهجمة الأمريكية-الإسرائيلية معبرين عن غضبهم للتبجح الأمريكي بالإصرار على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ضاربة بعرض الحائط كل الاحتجاجات على المستوى الفلسطيني والدولي.

وفيما يلي نص بيان تجمع المقاطعة

القُدس لفلسطين، للفلسطينيين

 

قبل عام من اليوم وفي ذات التاريخ عُيّن ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية والذي أعلن في السادس من كانون أول 2017 عن زعم الولايات المتحدة القدس عاصمة للكيان الصهيوني محققا ما قد وعد فيه في حملته الانتخابية. وعلى الرغم من موجة الغضب والتظاهرات العارمة التي عمّت العالم أجمع خصوصا في الأرض الفلسطينية المحتلة، وعلى الرغم من الاحتجاجات الجزئية التي أبدتها الدول والأمم المتحدة، ما زالت الولايات المتحدة مصرّة على موقفها بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس هذا العام.

وفي الوقت الذي يُمعن الاحتلال الصهيوني غطرسته وبطشه في الأراضي الفلسطينية تُمعن الولايات المتحدة في دعمها لهذا الاحتلال باقتراحها على لسان ترامب بأن “الحل” للقضية الفلسطينية سيكون بتأسيس دولة فلسطينية في سيناء. ضارباً عرض الحائط بالمطالب الفلسطينية بإنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم التي هجرو منها وإنهاء نظام الفصل العنصري. إن دولة الاحتلال الاسرائيلي وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية تبذل كل الجهود والسياسات المختلفة من أجل لغو الطابع العربي للمدينة وتهجير أهلها الأصليين وإلحاق القسم الشرقي للمدينة بدولة الاحتلال، بل وابعد من ذلك تبدو النوايا واضحة بضم كل الضفة الغربية لإسرائيل وتغييب الحق الفلسطيني بالعودة بشكل نهائي. ولم تتأخر حكومة نتنياهو بعد إعلان ترمب باستصدار قانون من الكنيست الإسرائيلي بعدم طرح أي بقعة  من القدس المحتلة كبندٍ حتى للنقاش في أي مفاوضات لاحقة مع الفلسطينيين.

إن الكيان الصهيوني وبحماية أمريكية تامة وفي الوقت الذي يسعى لابتلاع القدس بشكل كامل فإنه يُمعن في سياسات القمع ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. كل اسبوع يمر والشعب الفلسطيني يودع جثامينا لشبابه. وفي الوقت الذي يضع جيش الاحتلال عهد التميمي ذات السبعة عشر عاما بشكل كيفي في السجن  فإنه يزيد كل يوم من عدد الفلسطيين المحتجزين في زنزاناته من خلال الاعتقالات اليومية. وبينما تقوم حكومة الاحتلال باستصدار قانون جديد لتسهيل إعدام الفلسطينيين في محاكمها العسكرية تقوم حكومة الولايات المتحدة بقطع تمويل الأنروا التي تقدم الاحتياجات الأساسية للاجئين الفلسطينيين.

وفي الأسابيع الفائتة اجتمعت منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة لتعلن عن تبنيها لذات المبادئ التي أدّت إلى تأسيس الوضع القائم، بتقسيم القدس وحل الدولتين على حدود السابع من حزيران 1967. بينما تدل الظروف التي تخضع لها الأرض الفلسطينية أن تبني هذه الحلول وطرحها لا يخدم استعادة الفلسطينيين لحقوقهم التاريخية في الوقت الذي تتجاهل فيها دولة الاحتلال كل القرارات الدولية.

إننا في حركة المقاطعة (بي دي أس) نرى أن الطريق الحقيقي لمنع الكيان الصهيوني من تبجحه ورفضه لكل القرارات الدولية وانهاكاته الفاضحة لكل الأعراف والقوانين الدولية، لن تكون إلا بقطع كافة أشكال العلاقات وعلى كل المستويات مع دولة الاحتلال الإسرائيلية وعزلها.

إننا ونحن نذكر الحكومة التركية بما صرّحت به قبل إعلان ترامب لقرار القدس في السادس من كانون أول عن نيتها بقطع العلاقات مع إسرائيل في حال تم أخذ مثل هذا القرار، فإننا نطالب الحكومة التركية باتخاذ الإجراء الصحيح للتضامن مع الشعب الفلسطيني بإلغاء معاهدة التطبيع التي وقعتها في نهاية 2016 والتي تفتح الباب أمام اتفاقية الغاز الشاملة مع إسرائيل.

إننا في تجمع المقاطعة (بي دي أس – تركيا) سنواصل فعالياتنا لإبقاء القدس حاضرة ولإعلاء شعار “القدس للفلسطينيين”. وبهذا السياق فإننا سنستمر حتى يوم الأرض 30 آذار في سلسلة اعتصامات في الميادين المختلفة تحت عنوان “اعتصامات القدس” وندعو كل المتضامنين مع الشعب الفلسطيني والمدافعين عن حقوقه التاريخية للمشاركة في اعتصاماتنا القادمة.

تجمع المقاطعة (بي دي أس – تركيا)

20 كانون ثاني 2018